الحمد لله رب
العالمين .. يسبح له من في السماوات والأرض قال تعالى{أَلَمۡ
تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ
صَٰٓفَّٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا
يَفۡعَلُونَ (41)}[النور]
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير..
يسبح الكون بحمده ...قال تعالى {تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ
ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ
وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا (44)}[الإسراء]
وأشهد أن سيدنا
محمد رسول الله (ﷺ)... كان دائم التسبيح لله تعالى فمن تسبيحاته التي كان
يواظب عليها { سُبْحَانَ
اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ
كَلِمَاتِهِ }[رواه مسلم]
فاللهم صل على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه سلم تسليما كثيرا ...
أما بعد.. فيا
أيها المؤمنون
إن علاقة المسلم
بربه عز وجل تقوم على التنزيه والتقديس والتعظيم وهذا ما يجب على المسلم تجاه
المولى عز وجل لأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر لشئون الكون ، وله الأسماء
الحسنى والصفات العليا، لذلك أمرنا الله تعالى بعبادة من أرقى العبادات وأزكاها
وأسماها ألا وهي عبادة التسبيح، لذلك كان موضوعنا [التسبيح
فضائل وأسرار] وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ...
1ـ حقيقة
التسبيح.
2ـ منزلة
التسبيح.
3 ـ إطلاقات
التسبيح في القرآن الكريم.
4ـ المسبحون
في القرآن.
5 ـ فضل
التسبيح وأسراره.
6 ـ الخاتمة .
===============
العنصر
الأول : حقيقة التسبيح :ـ
هو تنزيه الله عما
لا يليق به، وهذا نوع من الذكر الرفيع يشترك فيه البشر والملائكة، بل وسائر المخلوقات..
وفيه إثبات الكمال
لله تعالى وحده، فهو تنزيه يتضمن التعظيم، ودليل تضمنه التعظيم قول النبي (ﷺ) «فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا
فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ» [رواه مسلم] والوارد في الركوع تسبيح.
وقال شيخ الإسلام
رحمه الله تعالى: والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء، وإثبات صفات الكمال
له؛ فإن التسبيح يقتضي التنزيه والتعظيم، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد
عليها، فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده.
وقال ابن القيم رحمه
الله تعالى: والتسبيح ثناء عليه سبحانه يتضمن التعظيم والتنزيه.
وللتسبيح
دلالات واضحة في القرآن الكريم منها ......
1ـ
إثبات الوحدانية لله تعالى، وتنزيهه عن كل نقص :ـ
في التسبيح دلالة
واضحة على وحدانية الله تعالى ،وتنزيهه عن افتراءات المشركين من زعم الصاحبة والولد
والشريك له سبحانه وتعالى، قال تعالى {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ
مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ
وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)} [المؤمنون].
وذلك أنه سبحانه وتعالى
مستغن عن خلقه، فهو ذو العزة قال تعالى {سُبْحَانَ رَبِّكَ
رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)} [الصَّافات].
2ـ
إثبات خلقه سبحانه، وأنه لا خالق غيره:ـ
وهذا يستوجب تسبيحه شكرا له على نعمه التي أنعم بها
على عباده، ومنه قول الله تعالى { سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ
الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ
(36)}[يس].
وقوله تعالى {وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ
الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا
نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ
لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)}[الزُّخرف].
3ـ
إثبات حكمة الله تعالى في أفعاله، وتنزيه سبحانه
عن العبث:ـ
قال الله تعالى { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ (191)}
[آل عمران] .
وأن أفعاله لا تكون
على هوى الخلق كما دل عليه الأمر بالتسبيح في قوله تعالى{ وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا
(90) أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا
تَفۡجِيرًا (91) أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ
تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن
زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ
عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا
رَّسُولٗا (93)}[الإسراء].
4
ـ إثبات عدله عز وجل، وتنزيهه عن الظلم:ـ
قال تعالى على
لسان نبيه يونس عليه السلام { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} [الأنبياء].
قال شيخ الإسلام رحمه
الله تعالى: هذا اللفظ يتضمن تعظيم الرب وتنزيهه والمقام يقتضي تنزيهه عن الظلم والعقوبة
بغير ذنب يقول: أنت مقدس ومنزه عن ظلمي وعقوبتي بغير ذنب؛ بل أنا الظالم الذي ظلمت
نفسي. [الفتاوى الكبرى].
5
ـ إثبات قدرة الله تعالى ونفي العجز عنه سبحانه وتعالى :ـ
قال الله تعالى { وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)}[الزُّمر].
وقوله تعالى { فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ(83)} [يس] وقوله تعالى
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ
المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ
مِنْ آَيَاتِنَا (1)} [الإسراء].
حقا فالإسراء بالنبي
(ﷺ) من مكة إلى بيت المقدس، ثم ما بعد ذلك من الصعود إلى السماء
ثم الرجوع وفراشه لم يبرد بعد، كل ذلك يستحق تقدير الفاعل فنسبح
بحمده دائما.
قال ابن عاشور رحمه
الله تعالى: (الافتتاح بكلمة التسبيح من دون سبق كلام متضمن ما يجب تنزيه الله عنه
يؤذن بأن خبرا عجيبا يستقبله السامعون دالا على عظيم القدرة
من المتكلم ورفيع
منزلة المتحدث عنه)
وقال السعدي رحمه
الله تعالى: ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها؛ لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة
التي من جملتها أن ﴿ أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ [تفسير السعدي].
6
ـ إثبات صدق الله تعالى في قوله ووعده، وتنزيهه عن الكذب والإخلاف:ـ
قال الله تعالى{وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولًا (108)} [الإسراء] وقوله تعالى {أَتَى
أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
(1)}[النحل].
7
ـ تنزيه الله تعالى عن نسبة الشر إليه سبحانه وتعالى:ـ
قال الله تعالى { وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا
أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)} [النور].
أي: تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة. [تفسير السعدي].
8
ـ دوام تنزيهه سبحانه عن كل نقص أو شريك في كل حال وأن:ـ
قال الله تعالى { فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)}
[الرُّوم].
العنصر
الثاني : منزلة التسبيح :ـ
1ـ
التسبيح لا يكون إلا لله وحده عز وجل :ـ
قال شيخ الإسلام رحمه
الله تعالى: (وأصناف العبادات: الصلاة بأجزائها مجتمعة وكذلك أجزاؤها التي هي عبادة
بنفسها من السجود والركوع والتسبيح والدعاء والقراءة والقيام لا يصلح إلا لله وحده).
[الفتاوى الكبرى].
وقال العز بن عبدالسلام
رحمه الله تعالى: التسبيح: (التنزيه من السوء على وجه التعظيم، فلا يُسبَّح غير الله
تعالى؛ لأنه قد صار مستعملاً في أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه).
وقال الماوردي رحمه
الله تعالى: (ولا يجوز أن يسبَّحَ غير الله وإن كان منزهاً؛ لأنه صار علَماً في الدين
على أعلى مراتب التعظيم الَّتي لا يستحقها إلا اللهُ تعالى).
وقال السمعاني رحمه
الله تعالى: (وكلمة سبحان؛ كلمة ممتنعة لا يجوز أن يوصف بها غير الله؛ لأن المبالغة
في التعظيم لا تليق لغير الله).
وقال ابن عاشور رحمه
الله تعالى: والتسبيح: (التنزيه عن النقائص، وهو من الأسماء التي لا تضاف لغير اسم
الله تعالى، وكذلك الأفعال المشتقة منه لا ترفع ولا تنصب على المفعولية إلا ما هو اسم
الله، وكذلك أسماء المصدر منه نحو: سبحان الله).
وقد جاء عن علي وابن
عباس رضي الله عنهم أن (سبحان الله) كلمة رضيها الله تعالى لنفسه).
وقال الحسن البصري
رحمه الله تعالى: سبحان الله اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه.
2ـ
التسبيح اعتقاد وقول وعمل:ـ
و ذلك أن الصلاة تسمى
تسبيحا، وهي تشمل اعتقاد القلب وعمله، وقول اللسان، وعمل الجوارح، قالت عَائِشَةُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى»، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا.
[رواه البخاري] .
وقالت أم هانئ رضي
الله عنها: «قَامَ رَسُولُ اللهِ (ﷺ) إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ
ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ
الضُّحَى» [رواه مسلم].
وقال ابن عاشور رحمه
الله تعالى: والتسبيح قول أو مجموع قول مع عمل يدل على تعظيم الله تعالى وتنزيهه؛ ولذلك
سمي ذكر الله تسبيحا، والصلاة سبحة ويطلق
التسبيح على قول سبحان الله؛ لأن ذلك القول من التنزيه.
3ـ
التسبيح تكليف رباني :ـ
جاء الأمر بالتسبيح
في عدد من آيات القرآن نحو قول الله تعالى {وَتَوَكَّلْ
عَلَى الحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ (58)} [الفرقان]
وقال تعالى { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)}
[الحجر]
وقال تعالى {فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ (96)}[الواقعة].
وقال تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}[الأعلى].
فسورة الأعلى تبدأ
بفعل الأمر (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)،
فربنا الأعلى قد تعالى عن النقص والغفلة، فالبشر جميعا يتمتعون بتبعيتهم لرب «أعلى»
لا يناله كيد، ولا يحول دون وصول فضله ورزقه ورحمته إلى الناس حائل، وهذا أمر ينبغي
ألا نغفل عنه، فنداوم على تسبيحه باسمه الأعلى.
لذلك أمر النبي (ﷺ) بالتسبيح في الصلاة ، فعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله
عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) : «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ»، فَلَمَّا نَزَلَتْ
﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ قَالَ: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ»
[رواه أبو داود، وصححه ابن حبان].
وأيضا ندب الرسول
الله (ﷺ) إلى التسبيح المطلق، والتسبيح المقيد بأدبار الصلوات، أو
بالصباح والمساء، وبين ما فيه من الثواب العظيم.
ولعظم هذا
التكليف أرسل الله تعالى رسوله (ﷺ) قال تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)
لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلًا (9)} [الفتح].
ولعظم هذه
العبادة ومنزلتها، تكرر الأمر بالتسبيح في القرآن أكثر من 80 مرة،
فهناك سور افتتحت
بالتسبيح تسمى وهي: (الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى)
وأيضا هناك سور اختتمت
بالتسبيح وهي:( الحجر والطور والواقعة والحاقة )
قال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ
ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (1)}[الحديد].
وقال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (1)} [الحشر].
وقال تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (1)} [الصف].
وقال تعالى {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ
ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (1)}[الجمعة]
وقال تعالى {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ
لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ (1)}[التغابن]
فهذه الآيات وغيرها
في القرآن تؤكد إدراك الكائنات جميعها مملوكة تابعة لخالقها، وأنها تؤدى دورها الذى
خلقت له بطاعة ورضا، وقبل ذلك وبعده فإن المسخرات جميعها تسبح دائما لله تسبيح تنزيه
وتسبيح عبادة وتسبيح شكر.
و نجد أن الله
تعالى ذكر التسبيح مرة بفعل الماضي (سبح) ومرة بفعل المضارع (يسبح ) ليبين أن ذلك التسبيح
لله هو شأن أهل السماوات وأهل الأرض، ودأبهم في الماضي والمستقبل.
4 ـ
اقتران التسبيح بغيره من الذكر:ـ
جاء التسبيح مفردا
في القرآن، وجاء مقترنا بغيره، فجاء مفردا في ستة وثلاثين موضعا، منها: ـ
بصيغة الاسم الظاهر
(سبحان الله أو سبحان الذي أو سبحان ربك ونحو ذلك) في خمسة عشر موضعا.
وبضمير الغيبة (سبحانه)
في ثلاثة عشر موضعا.
وبضمير الخطاب (سبحانك)
في ثمانية مواضع.
وأما اقتران التسبيح
بغيره من الذكر فعلى النحو الآتي:
الأول:
اقترانه بالحمد:ـ
جاء في خمسة عشر موضعا
منها: قال تعالى {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ (30)}[البقرة]،
وقال تعالى {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (98)} [الحجر].
وقال تعالى {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ (58)}﴾ [الفرقان]
فالتسبيح يتضمن نفي
النقائص والعيوب، والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يُحمَد عليها.
قال ابن كثير رحمه
الله تعالى: ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة، ويستلزم
إثبات الكمال، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة، ويستلزم التنزيه من
النقص قرن بينهما في هذا الموضع، وفي مواضع كثيرة من القرآن.
الثاني:
اقترانه بالتهليل:ـ
جاء في موضعين قال
تعالى{ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
(31)}[التوبة]
وقال تعالى {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
(87)} [الأنبياء].
الثالث:
اقترانه بالاستغفار:ـ
جاء في أربعة مواضع
قال تعالى:{ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ
بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا (7)} [غافر].
وقال تعالى{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (55)}
[غافر].
وقال تعالى{وَالمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِمَنْ فِي الأَرْضِ (5)} [الشُّورى]
وقال تعالى {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ (3)} [النَّصر].
العنصر
الثالث : إطلاقات التسبيح في القرآن الكريم:ـ
يطلق التسبيح في القرآن
الكريم ويراد به ستة أشياء:
الأول: يطلق على التنزيه
مع التعظيم:ـ
وهو أكثر ما ورد في
القرآن الكريم، وهو المراد عند الإطلاق، ومنه قول الله تعالى{ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)﴾ [الصَّفات].
الثاني: يطلق على
الصلاة:ـ
قال الله تعالى { فَاصْبِرْ
عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى
(130)} [طه].
يفسرها قول النبي
(ﷺ) «...إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ
تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْسِ
وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَالَ: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
غُرُوبِهَا» [رواه البخاري، ومسلم]
الثالث: يطلق على
الدعاء:ـ
ومنه قول الله تعالى
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ (10)} [يونس]
ومنه أيضا قوله تعالى
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ
لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87)}[الأنبياء].
يفسره قول النبي (ﷺ) "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ
دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ
إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ".[رواه الترمذي].
الرابع: يطلق على
عموم الذكر:ـ
ومنه قول الملائكة
عليهم السلام { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ (30)}
[البقرة]
قال الطبري رحمه الله
تعالى: يعني: إنا نعظمك بالحمد لك والشكر، وكل ذكر لله عند العرب فتسبيح وصلاة.
وقال شيخ الإسلام
رحمه الله تعالى: ويراد بالتسبيح جنس ذكر الله تعالى،
يقال: فلان يُسبِّح،
إذا كان يذكر الله.
ويدخل في ذلك التهليل
والتحميد، ومنه سُمِّيت "السبَّاحة" للإصبع التي يشير بها، وإن كان يشير
بها في التوحيد.
الخامس: يطلق على
عموم العبادة:ـ
ومنه قول الله تعالى
{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ
فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}.
عن وهب بن منبه: قال:
من العابدين.
السادس: يطلق على
الاستثناء:ـ
ومنه قول الله تعالى
{إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا
يَسْتَثْنُونَ (18)} [القلم]
والمراد به قول: إن شاء الله، لكن دلت الآيات على
أنهم كانوا يسبحون مكانها {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ
أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)} [القلم]
قال السدي: كان استثناؤهم
في ذلك الزمان التسبيح.
فيقولون: سبحان الله،
بدل: إن شاء الله، فقوله لولا تسبحون، أي: تستثنون.
وفي الاستثناء ذكر
الله تعالى وتعظيمه، وأن إرادة البشر تحت مشيئته سبحانه، وقد سمي الاستثناء في القرآن
ذكرا في قول الله تعالى {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي
فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ(24)}[الكهف].
العنصر
الرابع : المسبحون في القرآن:ـ
1- تسبيح الله تعالى
نفسه:ـ
وهذا التسبيح كثير في القرآن قارب ثلاثين موضعا،
ومنه قول الله تعالى {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ
عَمَّا يَصِفُونَ (180)} [الصَّافات].
2- تسبيح الملائكة
عليهم السلام:ـ
جاء هذا التسبيح في
نحو عشر آيات، منها قول الله تعالى {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)} [الأنبياء]
وقال تعالى {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ
لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)} [فصِّلت].
وقد ذُكر بأن تسبيحهم
كالنَفَس لنا لا يشغلهم عن مهماتهم كما لا يشغلنا التنفس عنها. [تفسير الطبري].
3- تسبيح الرسل عليهم
السلام:ـ
قال عن سيدنا يونس
عليه السلام {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ(87)}[الأنبياء]
وقال عن سيدنا موسى
عليه السلام { سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ(143)}[الأعراف]
وقال عن سيدنا داود
عليه السلام { إِنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ
بِالعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ (18)} [ص]
وقال عن سيدنا عيسى
السلام { سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا
لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (116)}[المائدة]
وأمر سبحانه وتعالى
زكريا بالتسبيح { وَسَبِّحْ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
(41)} [آل عمران]
فأمر زكريا قومه بالتسبيح
{ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
(11)} [مريم]
وأمر سبحانه به نبينا
محمد (ﷺ) في آيات كثيرة { فَسَبِّحْ
بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ (74)} [الواقعة] .
وقال سبحانه
وتعالى عن سيدنا محمد (ﷺ) { وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ (108)}
[يوسف] .
وكان التسبيح حاله
(ﷺ) دائما وأبدا، فعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم
رسول الله (ﷺ) وأقوم له في حوائجه نهاري، أجمع حتى يصلي رسول الله (ﷺ) العشاء الآخرة فأجلس ببابه، إذا دخل بيته أقول: لعلها أن
تحدث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجة فما أزال أسمعه يقول رسول الله (ﷺ) (سُبْحَانَ اللهِ،
سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ)، حتى أمل فأرجع، أو تغلبني عيني فأرقد.
[ رواه أحمد].
وعن شريق الهوزني
قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها: بم كان رسول الله (ﷺ) يفتتح إذا هب من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني
عنه أحد قبلك، كان إذا هب من الليل كبر عشرا، وحمد الله عشرا، وقال: (سبحَان الله وبحَمْده)
عشراً، وقال: (سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوس) عشراً، واستَغفرَ عشراً، وهلَّلَ عشراً،
ثم قال: (اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك من ضيقِ الدُنيا، وضِيق يومِ القيامة عشراً، ثم يفتتحُ
الصلاةَ)
[رواه أبو داود والنسائي في السنن الكبرى].
ومَا جَاءَ فِي حَدِيثِ
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) فِي قِيَامِ اللَّيْلِ قَالَ فِي رُكُوعِهِ: {سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ}[رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ والنسائي وصححه الألباني].
وأمر الله تعالى
النبي (ﷺ) أن يختم حياته بالإكثار من التسبيح قال تعالى {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ
تَوَّابًا (3)} [النَّصر].
4- تسبيح المؤمنين:ـ
وقد جاء في آيات كثيرة،
منها قال تعالى: {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ
كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108)}[الإسراء].
5- تسبيح الجبال والطير:ـ
قال تعالى {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ
(79)}[الأنبياء] .
وقال تعالى{وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ
(41)} [النور].
6- تسبيح الرعد:ـ
وقال تعالى {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ (13)} [الرعد].
7- تسبيح كل الموجودات:ـ
قال تعالى {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)} [الإسراء] .
وهذه الآية تدل على
أنه تسبيح حقيقي على كيفية لا يعرفها البشر فلا يفقهون تسبيح هذه المخلوقات.
8- تسبيح أهل الجنة:ـ
لقد أخبر الله تعالى عنهم بقوله تعالى {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ (10)} [يونس]
فهنيئا لمن أكثر من التسبيح في الدنيا ووجد لذة فيه، وفرحا به، فإنه حري أن يتلذذ بالتسبيح
في الجنة كما تلذذ به في الدنيا.
وقد جاء في الأحاديث
الصحيحة أن أهل الجنة يلهمون التسبيح، وأنهم يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا.
يقول ابن تيمية رحمه
الله تعالى: أهل الجنة يتنعمون بالنظر إلى الله ويتنعمون بذكره وتسبيحه ويتنعمون بقراءة
القرآن... ويتنعمون بمخاطبتهم لربهم ومناجاته، وإن كانت هذه الأمور في الدنيا أعمالا
يترتب عليها الثواب؛ فهي في الآخرة أعمال يتنعم بها صاحبها أعظم من أكله وشربه ونكاحه.
[الفتاوى الكبرى].
فما هم فيه من النعيم
هو غايات الراغبين بحيث إن أرادوا أن ينعموا بمقام دعاء ربهم الذي هو مقام القرب لم
يجدوا أنفسهم مشتاقين لشيء يسألونه، فاعتاضوا عن السؤال بالثناء على ربهم، فألهموا
إلى التزام التسبيح؛ لأنه أدل لفظ على التمجيد والتنزيه، فهو جامع للعبارة عن الكمالات.
العنصر
الخامس: فضل التسبيح وأسراره:ـ
تسبيح الله تعالى
وذكره من العبادات السهلة الميسّرة، ومنه ما هو مُحدّد بأوقات معينة، ومنه ما هو مطلق
وليس محدد بأي وقت، لذلك جعل الله تعالى للتسبيح فضائل وأسرار منها ...
- التسبيح من أحب
الكلام إلى الله تعالى:ـ
وذلك بسبب ما يتضمنه
من تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته، ووصفه بكل الأوصاف الواجبة له،
وتفرده بالواحدانية.
قال النبي (ﷺ): أحب الكلام إلي الله تعالي أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله واكبر، لا يضرك
بأيهن بدأت )
كما ورد عن النبي
(ﷺ) في فضل التسبيح:(لأن أقول: سبحان
الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما تطلع عليه الشمس)
وقال النبي (ﷺ) "إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ
إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ" [رواه مسلم].
وأيضا التسبيح من
أحب الكلام إلى الله، وأيضا من الأشياء التي تثقل الميزان ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ﷺ) "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ
فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ
اللهِ الْعَظِيمِ" [رواه البخاري، ومسلم].
- مُكفّر للذنوب، وماحٍ للسيئات والخطايا:ـ
روى الإمام مسلم في
صحيحه عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي (ﷺ) : (من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمدَ
اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ وقالَ
تمامَ المائةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ
على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ).
و عن أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) قَالَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ
مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ
" [رواه البخاري، ومسلم]
- كفارة المجالس:ـ
عن جبير بن مطعم رضي
الله عنه قال: قال رسول الله (ﷺ):{مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ
وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَقَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ كَانَتْ كَالطَّابَعِ يُطْبَعُ
عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَتْ كَفَّارَتَهُ } [رواه
النسائي في الكبرى والطبراني في الدعاء والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم].
وعن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي (ﷺ) قال:{منْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ
كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ،
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ ثُمَّ أَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ
لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ} [رواه أحمد والترمذي].
- غراس الجنة في الحياة
الآخرة :ـ
عن ابْنِ عُمَرَ رضي
الله عنهما، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ
اللهِ (ﷺ)إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ
كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ (ﷺ): «مِنَ
الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟» قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ: أَنَا، يَا رَسُولَ
اللهِ قَالَ: «عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ:
«فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (ﷺ) يَقُولُ ذَلِكَ» [رواه مسلم].
وعن جَابِرٍ رضي الله
عنه، عَنِ النَّبِيِّ (ﷺ) ، قَالَ: "مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ
لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ" [رواه الترمذي، وقال حسن صحيح غريب، وصححه
الحاكم والألباني].
- أنه طريق لنيل الأجر
العظيم من الله تعالى وتحصيل الحسنات.
قال رَسُولَ اللهِ (ﷺ): "مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ
وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ،
مِائَةَ
مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا
أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " [رواه مسلم].
وعن سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ (ﷺ)، فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ:
كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ،
فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ» [رواه مسلم].
وقَالَ (ﷺ): «... وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ تَمْلَآَنِ -أَوْ تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ... » [رواه
مسلم].
وقال (ﷺ) «لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ
مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» [رواه مسلم]
وعن أَبَي أُمَامَةَ
رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ (ﷺ) أَنَّهُ
قَالَ:" أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ
مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ، وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ
اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي
الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ
اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ
الْحَمْدُ مِثْلَ ذَلِكَ "[رواه أحمد، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان].
- التسبيح علامة الإيمان:
قال تعالى:{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا
خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ(15)}[السجدة].
- التسبيح من
المعينات على الشدائد، والابتلاءات:ـ
لذلك أمر الله
تعالى به في الشدائد فقال تعالى {فَاصْبِرْ عَلَى مَا
يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ
(39)} [ق].
وقال تعالى:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ
أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا
يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا(58)}
[الفرقان]
وقال تعالى {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ
(49)}[الطور]
نجد أن الله
تعالى أمر بالتسبيح بعد الأمر بالصبر على أذى الكفار ، لأنه من المعينات في الصبر
على الشدائد، والابتلاءات ، فالتسببح كان سببًا لخروج سيدنا يونس عليه السلام من ظلمات
ثلاث...
1- ظلمة الليل.
2- ظلمة البحر.
3- ظلمة بطن الحوت
.
قال تعالى: { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ
نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87)}[الأنبياء].
وقال تعالى{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ
فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
فتسابيح الرخاء ،من
أوثق عُرى النجاة في الشدائد، فلا تستهن بلحظة تسبيح واحدة
وأنت في رخاء.
ويقول الإمام الشافعي
رحمه الله تعالى كما في حلية الأولياء: "لَمْ أَرَ أَنْفَعَ لِلْوَبَاءِ مِنَ
التَّسْبِيحِ"
فالتسبيح وسيلة نجاة
من الكروب والمصائب ومن جملتها الوباء والأمراض.
- من أسباب الرضا
النفسي:ـ
قال تعالى {فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ
قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ
وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ (130)}[طه]
لو لاحظنا كيف استوعب
التسبيح سائر اليوم ، قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره !
ماذا بقي من اليوم
لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح !
والرضا في هذه الآية
عام في الدنيا والآخرة.
وقال في خاتمة سورة
الحجر: { وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ
بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ (98)
وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ (99)}[الحجر]
فانظر كيف أرشدت هذه
الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس.
وقد ذكر النبي (ﷺ) في هذا الشأن حديث من أجمل الأحاديث عن جُوَيْرِيَةَ رضي
الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا
بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ
أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ
عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ (ﷺ): " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ،
عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ
"[رواه مسلم].
ومن ذلك مَا حَدَّثَ
بِهِ عَلِيٌّ رضي الله عنه، أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ
أَثَرِ الرَّحَى، فَأَتَى النَّبِيَّ (ﷺ) سَبْيٌ،
فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ (ﷺ) إِلَيْنَا
وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا،
فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: "أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا
أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا
وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ"(متفق
عليه).
الخاتمة:
أيها المؤمنون ..
المخلوقات كلها تُسبِّح،
والشجر يسبح، والحجر يسبح، والطعام يسبح، والطيور تسبح والنمل تسبح والوحش يسبح
والحوت في البحر يسبح، { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ
السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) } [الإسراء].
تُسبـحه نغـمات الطيــور * * * يُسبـحه الظـل تحت
الشجـر
يُسبحه النبـع بين المـروج * * * وبين الفــروع
وبين الثـمـر
يُسبحه النور بين الغصون * * * يُسبحه المساء وضوء
القمر
الله جل جلاله
الشمس والبدر من أنوار حكمته * * * والبر والبحر
فيض من عطاياه
الطيـــر سبحه والوحـــش مجــده * * * والموج كبــره
والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه * * * والنحل يهتف
حمدا في خلاياه
فإذا كان هذا الكون
كله بمن فيه مسبحًا لله، فأين موقعي، وأين موقعك من هذا الكون المسبح؟
أين مكاني ومكانك؟
كم هو رصيدي ورصيدك
اليومي من التسبيح لله؟
ألسنا الأَولى من
هذه المخلوقات بتسبيح الله؟
ألسنا الأحرى من هذه
الكائنات بالتسبيح له سبحانه وتعالى؟
انظر كم فاتتنا كثير
من لحظات العمر عبثًا دون استثمارها بالتسبيح !
فكُنْ من المسبِّحين
والذاكرين، تَفُزْ بنعيمٍ مُقيمٍ من ربِّ العالمين.
جعلنا الله وإياكم
من المسبحين الله كثيرا..
======================
رابط PDFرابط DOC