الحمد لله رب العالمين .. خلق الليل
والنهار وجعلهما دائبين فقال تعالي{وَجَعَلْنَا
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا
آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا
عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} [الإسراء]
.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
.. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيئ قدير .... اهتم بالوقت و أقسم به
في آيات كثيرة فقال الله تعالى{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}[العصر].
وقال تعالى {وَالنَّهَارِ
إِذَا تَجَلَّىٰ (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ (3)}[الليل].
كما قال الله تعالى{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}[الفجر].
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله (ﷺ)..
حرص علي الوقت واعتبر بالزمان.. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم {لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ }[ رواه ابن حبان والترمذي].
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه
وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين ..
أما بعـد .. فيا أيها المؤمنون ...
إن في مُرور الشهور والأعوامِ عبرةٌ
وعِظَة، وفي طلوعِ الشمسِ وغروبِها إيذانٌ بأن هذه الدنيا شروقٌ ثم أُفول، أيامٌ
تُزول، وأجيالٌ تتعاقَبُ على دربِ الآخرة، هذا مُقبلٌ وذاك مُدبِر، وهذا شقيٌّ
وآخرُ سعيد، والكلُّ إلى الله يسير، والزمانُ وتقلُّباته أبلغُ الواعِظين، والدهرُ
بقوارِعه أفصحُ المُتكلِّمين، ولئن طالَت الحياةُ بأحزانها، أو مضَت بأفراحها
فغايتُها الفناء، والناسُ يعيشون في آخر مراحل الدنيا ..
فالإسلام أعطي للوقت أهمية كبيرة واعتبره
رأس مال الإنسان ، وعده من الأخلاق التي حث المسلم علي التخلق بالانتفاع بها ..
لذلك كان حديثنا عن [الاعتبار
بالزمن والانتفاع بالوقت ]وذلك من خلال العناصر الرئيسية الآتية وهي :ــ
1ـ قيمة الوقت في الإسلام .
2ـ خصائص الوقت .
3ـ مضيعات الوقت .
4 ـ أوقات الندم علي الوقت.
5ـ كيفية التعامل مع الوقت.
6ـ نماذج من السلف في حفظ
أوقاتهم .
7 ـ الخاتمة .
-------------------------------------------
العنصر الأول : قيمة الوقت في
الإسلام :ــ
فإنَّ الوقت هو عُمر الإنسان، ورأس مالِه
في هذه الحياة؛ ذلك أنَّ كلَّ يوم يمضي على الإنسان يأخذ من عُمره ويُقَرِّبه إلى
أَجَلِه، فكان حري بالعاقل أن يستغلَّ ويمضي هذا الوقت الذي مَنَحَهُ الله إياه
فيما يرضي ربه، وأن يحقِّق لنفسِه السعادة في الدُّنيا والآخرة.
ولقد نظرَ النبي (ﷺ) إلى
الشمسِ عند غروبِها فقال:{لم يبقَ من دُنياكم فيما مضى
منها إلا كما بقِيَ من يومكم هذا فيما مضَى منه}. [رواه أحمد].
والوقتُ ثمينٌ بلحَظاته، ويزيدُ نفاسةً
إذا لم يبقَ منه سوى اليسير، واللهُ أقسمَ به فقال: (وَالْعَصْرِ
* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر: 1، 2].
ومن الناسِ من كتبَ الله له فُسحةً في
العُمر، ومنهم من يخطَفُه الأجلُ سريعًا، وخيرُ الناس من عاشَ في لحَظاتها
ليرتقِيَ بها إلى آخرته.
إن الوقت من أغلى النعم على الإنسان ،
لأنه وعاء كل عمل و انتاج ، فيحرم على المسلم تضييع وقته و هدره في أمور تضره و لا
تنفعه، فمن جهل قيمة وقته ندم بعد فوات الأوان .
العنصر الثاني : خصائص الوقت :ــ
المسلم يدرك أهمية الوقت ، و يتعامل معه
في ضوء خصائصه و منها :
1- الوقت سريع الانقضاء :ــ
فمهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة فهو
قصير، فهو يمر مر السحاب ويجري جري الريح سواء كان زمن مسرة وفرح ، أم كان زمن
اكتئاب ، وإن كانت أيام سرور تمر أسرع ، وأيام الهموم تسير ببطئ وتثاقل لا في
الحقيقة ولكن في شعور الإنسان ومهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة الدنيا فهو
قصير مادام الموت هو نهاية كل حي .
ورحم الله الشاعر الذي قال :ـ
وإذا كان آخر العمر موتا
فسواء قصيره والطويل .
وقال آخر :ــ
مرت سنين بالوصال و بالهنا
فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها
فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون و أهلها
فكأنها وكأنهم أحلام
وعند الموت تنكمش الأعوام والعقود التي
عاشها الإنسان حتي لكأنها لحظات مرت كالبرق الخاطف ، يحكي عن شيخ المرسلين نوح
عليه السلام عندما جاءه ملك الموت ليتوفاه بعد أكثر من ألف سنة عاشها قبل الطوفان
وبعده فسأله يا أطول الأنبياء عمرا ؟
كيف وجدت الدنيا ؟
فقال وجدت الدنيا كدار لها بابان دخلت من
أحدهما وخرجت من الآخر .
ويؤكد ذلك قول الله تعالي عند قيام الساعة
حاكيا عن الإنسان {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ
يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}[النازعات] .
2- إن ما مضى من الوقت لا يعود
و لا يعوض :ــ
فكل يوم يمضي وكل ساعة تنقضي ، وكل لحظة
تمر ليس في الإمكان استعادتها ، وبالتالي
لا يمكن تعويضها ، وهذا ما عبر عنه الحسن البصري بقوله البليغ " ما من يوم
ينشق فيه فجر إلا و ينادي : يا ابن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني
، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة ".
3ـ أنه أنفس وأغلي ما يملك الإنسان :ـــ
ولما كان الوقت سريع الإنقضاء وكان ما مضي
منه لا يرجع ،ولا يعوض بشئ ، كان الوقت أنفس وأثمن ما يملك ويرجع نفاسة الوقت إلي
أنه وعاء لكل عمل ، وكل إنتاج فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فردا أو
مجتمعا ، إن الوقت ليس من ذهب فقط كما يقولون ولكن الوقت أغلي من ذلك إنه هو
الحياة ، فما حياة الإنسان إلا الوقت الذي يقضيه من ساعة الميلاد إلي ساعة الوفاه
، وفي هذا قال الحسن البصري " يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك
ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل ،وأنت تعلم فاعمل ، فاليوم عمل بلا حساب وغدا
حساب بلا عمل .
قال الوزير ابن هبيرة- رحمه الله :ـ
والوقت أنفس ماعُنيت بحفظه وأَراه أسهل ماعليك يضيع
العنصر الثالث : مضيعات الوقت
وما يترتب عليها :ـ
من المؤسف أن كثير من الناس إلا من رحم
الله عز وجل لا يبالون بإضاعة أوقاتهم ويضمون إلي هذه الجريمة السطو علي أوقات
غيرهم لاراقتها علي التراب .
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ﷺ): {نِعْمَتَانِ
مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ}[ رواه
البُخاريُّ].
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالي ... (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه
لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل رأيت عموم الخلائق
يدفعون الزمان دفعاً عجيباً ، إن طال الليل فبحديث لا ينفع ، أو بقراءة كتاب فيه
غزاة و سمر ، وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار على دجلة أو في
الأسواق، فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي
تجري بهم ، وما عندهم خبر، ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود ، فهم في تعبئة
الزاهد ، والتأهب للرحيل ، إلا أنهم يتفاوتون ، وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته بما
ينفق في بلد الإقامة ، فالمتيقظون منهم يتطلعون ، إلى الأخبار بالنافق هناك ،
فيستكثرون منه فيزيد ربحهم ، والغافلون منهم يحملون ما اتفق ، و ربما خرجوا لا مع
خفير ، فكم ممن قد قطعت عليه الطريق فبقي مفلساً .
فا الله الله في مواسم العمر ، و البدار
قبل الفوات ، واستشهدوا العلم ، واستدلوا الحكمة ، ونافسوا الزمان ،و ناقشوا
النفوس ، و استظهروا بالزاد، فكأن قد حدا الحادي فلم يفهم صوته من وقع دمع الندم"
.
و يقول ابن القيم رحمه الله عز وجل : (من أعظم الاضاعات إضاعة القلب وإضاعة الوقت فإضاعة القلب
من إيثار الدنيا على الآخرة وإضاعة الوقت من طول الأمل فاجتمع الفساد كله في اتباع
الهوى وطول الأمل ، والصلاح كله في إتباع الهدي والإستعداد للقاء الله المستعان ).
وكان بعض الحكماء يقول "أعز الأشياء
شيئان : قلبك ووقتك فإذا أهملت قلبك وضيعت وقتك فقد ذهبت منك الفوائد "
وكان بعض السلف يقول " من علامة المقت إضاعة الوقت "
وقال بعضهم "
من كان يومه كأمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شراً من أمسه فهو ملعون"
وقال بعضهم " ما من يوم يمضي من غير حق يقضيه، أو فرض يؤديه، أو مجد، أو حمد يحصله،
أو خير يأسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق ذلك اليوم، وظلم نفسه".
وقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : "إني لأكره أن أري أحدكم سبهللا ( أي فارغا) لا في عمل
دنيا ولا في عمل آخرة ".
هناك أناس وما أكثرهم، يقتلون الوقت، إنهم
ينتحرون، ولكن انتحارهم هو انتحار بطيء".
كان أحد العلماء الصالحين، كان يمشي في
الطريق مع أحد تلاميذه فرأى مقهى يعج برواده، فقال: آه لو أن الوقت يشترى من
هؤلاء، لو أن الوقت يباع لاشتريته من هؤلاء.
الذي يجلس على مائدة النرد يقتل وقته،
الذي يجلس مع صديقه على رقعة الشطرنج يقتل وقته، الذي يلعب الورق يقتل وقته، الذي
يجلس وراء الملهيات ليتابع المسلسلات يقتل وقته، هذا الذي يقتل وقته ينتحر
انتحاراً بطيئاً وهو لا يدري، لأنك وقت، لأنك بضعة أيام، ولك مهمة خطيرة، إن هذه
المهمة يبنى عليها سعادة الآخرة، يبنى عليها سعادة الأبد وأنت في هذا الوقت الحرج.
مثلاً: طالب يجلس على طاولة الامتحان،
وهناك وقت محدود، فإذا أمضى هذا الوقت في ألعاب، أو في حركات، أو في كتابات لا
طائل منها، ونسي أن يكتب الإجابات، هذه الساعات الثلاث، ساعات الامتحان خطيرة
جداً، يبنى عليها النجاح أو الرسوب، والله الذي لا إله إلا هو ما وقتنا بأقل خطورة
من هذه الساعات الثلاث التي يمضيها الطالب وهو على طاولة الامتحان، نوع الإجابة،
دقة الإجابة، صحة الإجابة، تنظيم الوقت، ربما يسهم في نجاحك.
أيها الإخوة الأكارم :
شيء آخر يتعلق بالوقت الآن هناك نعمة لا
يعرفها معظم الناس نعمة الفراغ، أن يبقي لك عملك وقت فراغ، هناك أعمال تستغرق
أوقات الإنسان كلها، هذا العمل لو در عليك مئات الألوف في كل شهر فهو خسارة، العمل
الذي يستغرق الوقت كله خسارة محققة، لأن هذا العمل لن يبقي لك وقتاً تفكر فيه
بمهمتك، هذا العمل، وهذا الدخل الكبير لم يبقِ لك وقتاً تعرف فيه نفسك، تعرف فيه
ربك، تعرف فيه لماذا أنت في الدنيا هذا شيء خطير، لذلك من أبقى له عمله نعمة
الفراغ فهذه نعمة لا تقدر بثمن.
وسأذكر لكم بعض مضيعات الوقت :ـ
1 ـ مضيعات ذاتية . 2 ـ
مضيعات بيئية .
المضيعات الذاتية :ـ
1ـ عدم الاحساس بقيمة الوقت مما يؤدي إلي
إهدار الوقت وعدم استثماره الاستثمار الأمثل .
2ـ عدم وضوح الأهداف ومما يؤدي إلي عدم تحقيق
الهدف المطلوب .
3 ـ التسويف .
4ـ الغفلة .
5ـ حب الجدل .
6ـ الافتقار إلي التخطيط .
7ـ عدم تحديد الوقت اللازم للانتهاء من
العمل .
8 ـ ترك الأعمال قبل الانتهاء منها .
9 ـ عدم تحديد الأولويات .
المضيعات البيئية :ـ
1 ـ نظام الشلل الغير منظم .
2 ـ الزيارات المفاجئة والطويلة والدردشة
والثرثرة .
3 ـ الانتظار سواء في الطوابير العامة أو
عند الطبيب أو عند المحامي أو خلاف ذلك .
4- الهواتف.
5- الاجتماعات.
6 - التلفاز.
7- الإنترنت.
العنصر الرابع : مواقف الندم
على ضياع الوقت :ـ
بين الله عز و جل في كتابه الكريم موقفين
يندم فيهما الإنسان على ضياع وقته ، حيث لا ينفع ندم و هما :
1- ساعة الاحتضار ، حيث
يستدبر الإنسان الدنيا و يستقبل الآخرة ، فيتمنى لو منح مهلة أخرى من الزمن كي
يعمل صالحاً ، قال تعالى يصف قول المقصر الذي أضاع وقته في الأعمال الفاسدة : قال
تعالي {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ
فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ(10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا
جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}[المنافقون] .
2- يوم القيامة ، حيث
تجزى كل نفس بما عملت ، و يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، فيتمنى أهل
النار لو يعودون مرة أخرى إلى الحياة الدنيا ، ليعملوا صالحاً ، قال الله عز وجل
واصفاً أمنيتهم : {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ
مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ نَصِيرٍ(37)}[فاطر].
العنصر الخامس : كيفية التعامل مع الوقت :ــ
العنصر الخامس : كيفية التعامل مع الوقت :ــ
والفراغ نعمة يغفل عنها كثير من الناس..
فتراهم لا يؤدون شكرها، ولا يقدرونها حق قدرها ففراغ الوقت من الأشغال نعمة عظيمة،
فإذا كفر العبد هذه النعمة بأن فتح على نفسه باب الهوى، وأنجرّ في قياد الشهوات،
شوّش الله عليه وسلبه ما كان يجده من صفاء قلبه.
قال النبي (ﷺ):{ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا ساعة مرت بهم لم يذكروا الله
عزّ وجل فيها}.
والذكر هنا كلمة تعظّم اللهَ باللسان..
وإنتاجٌ يسعد الأمة ويرفع من شأنها.
أثمن شيء تملكه هو الوقت، إنه رأس مالك،
حياة كل منا مجموعة أيام، كيف يستهلكها، إما أن يستهلكها، وإما أن يستثمرها، إن
استهلكها في طلب الدنيا، وجاء الموت، ندم على ما فعل، وإن استثمرها في عمل صالح
وجاء ملك الموت، شعر بالنجاح، شعر بالتفوق، شعر بالفوز، شعر بالتوفيق، شعر بأنه
إنسان عرف ربه وعرف مهمته وعرف نفسه.
إن الذي يمسك بالأموال بيده ويلقيها في
الطريق هذا ما اسمه بالشرع ؟
اسمه سفيه، يعني أحمق، وهذا السفيه يحجر
عليه شرعاً، الذي ينفق ماله جزافاً من غير تبصر، من غير حكمة يسمى في الشرع
سفيهاً، والسفيه يحجر عليه.
نعلم جيدا أن بذل المال أهون من بذل
النفس، أهون بكثير، إذاً الحياة أغلى من المال، إذاً الذي يبدد ماله من غير حكمة
يعد عند المجتمع سفيهاً، ويجب أن يحجر عليه، فكيف بالذي يبدد وقته، وهو أغلى من
المال، إن الذي يبدد وقته من دون طائل لهو أحق من أن يحجر عليه من هذا الذي يبدد
ماله، الوقت ثمين، لا تنسَ هذه الكلمة، أنت وقت أنت بضعة أيام، بضعة سنين وأعوام،
أنت بضعة دقائق وثوان، دقات قلب المرء قائلة له، القلب يدق، إذاً أنت حي، فإذا
توقف القلب انتهت الحياة، وهذا القلب له أجل.
وصدق القائل :
دقات قلب المرء قائلة لـــه
إن الحياة دقائق و ثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثانٍ
أيها الأخوة الأكارم ...
فرق دقيق بين الوقت والمال، المال إذا ضاع
يعوض، ولكن الوقت إذا ضاع لا يعوض، عقارب الزمن لا ترجع إلى الوراء.
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها .
الوقت في نظر الإسلام.. هو كل ما في
الحياة.. وأن المسلم سيحاسب يوم القيامة ليس عن عبادته وذكره فحسب، ولكنه سيحاسب
عن عمره (والعمر ساعات محددة)
وهل استخدمه لمصلحته ومصلحة العباد
والبلاد أم أضاعه فيما لا يفيد..؟
سيحاسب عن شبابه (رمز القوة والعطاء) كيف
تصرف به.. هل استنفذه بالمتع الحسية أم استخدمه في بناء الأسرة والمجتمع
الصالح..؟
سيحاسب عن ماله.. كيف حصل عليه.. وكيف
أنفقه.. سيحاسب عن كل لحظة في حياته هل وضعت في إطارها الصحيح.. أم استهتربها.. هل
استخدمها للبناء.. أم وضعها في خدمة الشيطان..؟
لذلك يقول الله تعالي {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ(8)}[التكاثر].
قال بعض المفسرين: النعيم هو الصحة
والفراغ، كلمة مغبون تستعمل في البيع والشراء، كلمة تجارية، كأن النبي (ﷺ) شبه
هذا الإنسان الذي جاء إلى الدنيا بتاجر، وعد رأس ماله الوقت، فمن أطاع الله عز وجل
ربحت تجارته، ومن أطاع الشيطان خسر تجارته فصار مغبوناً، فالوقت والفراغ نعمتان
مغبون فيهما كثير من الناس.
وقال الرسول (ﷺ): {اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك
قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك} [ أخرجه الحاكم في المستدرك
والبيقهي في شعب الإيمان عن ابن عباس وأحمد في مسنده ].
يا أيها الأخ الكريم، أنت بين رجلين، أو
أنت أحد رجلين، إما أنك تستهلك الوقت استهلاكًا رخصياً ، وإما أنك تستثمره.
ورحم الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى
يقول: "أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد
منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم".
ويقول سيدنا عمر بن عبد العزيز كلمةٌ
رائعة، يقول: " إن الليل والنهار يعملان
فيك يعملان في الإنسان، يكبر الإنسان،
يشيب شعره، يضعف بصره، يحتاج إلى نظارة، تضعف قوته، تضعف فاعلية أجهزته، يشعر
بالوهن إن الليل والنهار يعملان فيك،
فاعمل فيهما أنت ".
أي أعمل في الليل والنهار العمل الصالح،
إن لم تعمل في الليل والنهار العمل الصالح، عمل الليل والنهار فيك، فهما يعملان
فيك، فاعمل فيهما، هما يعملان فيك، هذه الخلايا تضعف، هذه الأجهزة تضعف فعاليتها، هذه
المقاومة تضعف، هذه القوة تضعف، هذا البصر الحاد يضعف، هذا السمع المرهف يضعف، هذه
الذاكرة تضعف، الأجهزة التي خلقها الله فيك لحكمة أرادها تضعف شيئاً فشيئاً، وكأن
ضعف الأجهزة، إشارة لطيفة، تنبيه لطيف من المولى جل وعلا أن أيها الإنسان قد اقترب
اللقاء، فهل أنت مستعد له، اقترب اللقاء.
وكان الصحابي الجليل بن مسعود رضي الله
عنه كان يقول: {ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت
شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي}.
أيها الإخوة الأكارم، بعض العلماء يرفعون
إلى النبي (ﷺ) هذا
الحديث، وبعضهم يوقفونه على أصحاب النبي: (لا بورك لي
في يوم لم أزدد فيه من الله علماً يقربني من الله عز وجل )
ولكي نستفيد من أوقاتنا علينا الالتزام بالآتي
:ــ
1 ـ معرفة قيمة الوقت :ـ
من عرف قيمة الشيئ تمسك به ولم يضيعه مهما
كانت الظروف .
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالي " فوا عجبا من مضيع لحظة يقع فيها فلتسبيحة تغرس له في
الجنة نخلة أكلها دائم وظلها في السماء ".
2 ـ المسارعة والمسابقة في الخيرات والأعمال الصالحة :
قال تعالي {وَسَارِعُوا
إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}[آل عمران] .
وقال تعالي : {سَابِقُوا
إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ
اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}[الحديد]
. وقال تعالي :{وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ (26)}[المطففين] .
وأمر النبي (ﷺ) بالمبادة
بالأعمال قبل حلول العوائق والفتن فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ) قَالَ: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا
فَقْرًا مُنْسِيًا, أَوْ غِنًى مُطْغِيًا, أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا, أَوْ هَرَمًا
مُفَنِّدًا, أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا, أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ
يُنْتَظَرُ, أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ؟) [أخرجه
الترمذي في سننه] .
3 ـ المداومة علي العمل الصالح ولو
بالقليل :ـ
فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي (ﷺ) كان
يحتجر حصيرا بالليل فيصلي عليه ويبسطه بالنهار فيجلس عليه فجعل الناس يثوبون إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فيصلون بصلاته حتى كثروا فأقبل فقال( يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى
تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل) رواه البخاري .
4ـ التبكير في الأعمال :ــ
حتي يبدأ الانسان في عمله نشيطا ولا يؤجل
عمل اليوم إلي الغد وجاء في وصية سيدنا أبي بكر الصديق لعمر ابن الخطاب رضي الله
عنهما حين استخلفه قال إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل وله في الليل حق لا يقبله بالنهار ).
ولما نصح أحد إخوة الخليفة الراشد الخامس
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: "يا أمير المؤمنين،
لو ركبتَ وتروَّحْتَ، قال: فمَن يجزي عني عمل ذلك اليوم؟ قال: تجزيه من الغد، قال:
فدحني عملُ يومٍ واحد، فكيف إذا اجتمع عليَّ عملُ يومين؟!".
ويقول ابن القيم "
لله علي العبد في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه وتقربه منه فإن شغل وقته
بعبودية الوقت تقدم إلي ربه ، وإن شغله بهوي ،أو راحة أو بطالة تأخر "
5ـ الاعتبار بمرور الوقت والنظر في سير
السابقين :ـ
قال تعالي {
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً
لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)} [النور] .
والنظر في سيرة السابقين الناجين الذين
استفادوا بأوقاتهم وسير الهالكين الذين لم يستفيدوا بأوقاتهم فننظر إلي هؤلاء
الشباب الذين صنعوا لأنفسهم اسما في وقت قليل وأنجزوا أعمالا كثيرة في وقت قليل
...فهذا محمد ابن القاسم :
قال الشاعر :ـ
إن
السماحة والمروؤة والندي لمحمد ابن
القاسم ابن محمد
قاد
الجيوش لسبع عشرة حجة ياقرب ذلك
سؤدد من مولد
محمد ابن القاسم الذي فتح بلاد الهند عن
طريق السند، انطلق من الجزيرة العربية إلي بلاد لا يعرفها ، يقود الجيوش المسلمة لتنشر
الاسلام وتبلغ الأمم دعوة اسلام، لولا
طموح هذا الشاب وإقباله ما كانت باكستان وبنجلاديش ومسلموا الهند ،هذه البلاد
مدينة لمحمد ابن القاسم ، ومن ذهب إلي مراكش وركب القطار متجها إلي داخل باكستان ،
وجد هناك محطة مكتوب عليها محمد بن القاسم يا تري كم عمره المفاجأة عمرة 17 سنة .
6 ـ تنظيم الوقت :ــ
لقد ورد في صحف سيدنا إبراهيم عليه السلام
: "يتبغي للعاقل أن لا يغفل عن ساعات أربع :ـ
ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر في صنع الله تعالي ،
وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ".
لكل وقت عمله وتحري الأوقات الفاضلة أوقات
النشاط والكسل "إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل
خافقة سكونا "
وخطوات التنظيم تكون كالتالي :ـ
ـ تحديد الهدف المطلوب من العمل.
ـ تحديد الأولويات .
ـ التخطيط الجيد وعدم العشوائية والعفوية
في العمل واعتماد مبدأ ." فكر ألف ساعة واعمل ساعة واحدة "
ـ
عدم ترك العمل قبل الانتهاء منه .
ـ الاستفادة من الأوقات البينية (
المواصلات ـ أوقات الانتظار ).
7 ـ الحذر من مضيعات الوقت وخاصة الغفلة
والتسويف .
ولقد حذر القرآن الكريم من مرض الغفلة ،
فهو يصيب عقل الانسان وقلبه حتي ليجعل أهل الغفلة حطب جهنم أضل سبيلا من الأنعام
قال تعالي {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا
مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ
أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ
أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
(179)}[الأعراف] .
ومن هنا كان من دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه " اللهم لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا علي غرة ، ولا تجعلنا من الغافلين " .
ومن هنا كان من دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه " اللهم لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا علي غرة ، ولا تجعلنا من الغافلين " .
وأما
التسويف فهو داء خطير لأن الإنسان لا يضمن أنه يعيش إلي الغد ،وأنه إذا ضمن أن
يعيش إلي الغد فلا يأمن المعوقات من مرض طارئ ، أو شغل عارض ، أو غير ذلك من
الملهيات .
ورحم الله الإمام الشافعي :ــ
تزود من التقوى فانك لا تدري اذا جن ليل هل تعيشُ الى
الفجر
فكم من عروس زينوها لزوجها وقد قبضت ارواحهم لية القدر
وكم من صغار يُرتجى طولُ عُمرِهم وقد أدخلت أرواحـــهم ظلمـــة القــبر
وكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى امسى واصبح ضاحكا وقد نسجت اكفانه وهو لا يدري
وكم ساكنٍ عند الصباح بقصره وعند المساء قد كان من ساكن
القبر
فداوم على تقوى الاله فانها أمان من الأهوال في موقف الحشر
تزود من التقوى فانك لا تدري اذا جن ليل هل تعيش الى الفجر
العنصر السادس : نماذج من
السلف في حفظ أوقاتهم :ـ
ـ كان يونس بن عبيد العبدي من صغار
التابعين من شدة حفظه لوقته أنه يحدِّث تم يستغفر الله ثلاثا. )
- وكان معروف الكرخي وهو عند الحلاق ليحلق
شنبه لايترك الذ كر، فكان الحلاق يقول له : كيف أقصِّ ؟ فيقول له : أنت تعمل وأنا
أعمل .
- قال إبراهيم بن ا لجراح :أتيت أبا يوسف
أعوده فوجدته مغمى عليه ،فلما أفاق قال لي : يا إبراهيم أيِّما أفضل في رمي الجمار
؛ أن يرميها الرجل راجلا أو راكبا ؟
فقلت راكبا .
فقال لي أخطأت . ثم قال : أمِّا ماكان
يوقف عنده للدعاء فالأفضل أن يرميه راجلا ، وأما ماكان لا يوقف عنده ؛ فالأفضل أن
يرميه راكبا.
ثم قمت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعت
الصراخ عليه .
ـ
ويقول ابن عقيل الحنبلي عن نفسه :" إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من
عمري، حتِّى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في
حال راحتي، وأنا منطر فلا أنهض إلا وقد
خطر لي ما أسطره"
العنصر السابع : الخاتمة ..
وفي النهاية .. وقتك .. وقتك .. رأس مالك
إما أن تكون رابحا ، أو خاسرا وقد أخبرنا القرآن الكريم بأن هناك أربعة أشياء من
فعلها في يومه لم يخسر: ـ
1 – جلسة إيمان: ﴿ وَالْعَصْرِ*إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾.
2 – عملٌ صالح: ﴿ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ ﴾ .
3 –التواصي بالحق: ﴿ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ ﴾ .
4 – الدعوةُ التواصي بالصبر: ﴿
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾. ( سورة العصر ).
إن فعلت هذه الأشياء أو بعضها في اليوم
فأنت لست بخاسر، أما إذا غفلت عن هذه الأربع، وحصلت أكبر ثروة، فأنت خاسر، لذلك
قال عليه الصلاة والسلام: { سبع يجري للعبد أجرهن، وهو في
قبره بعد موته: من علّم علما، أو أجرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى
مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته } [ أخرجه البزار عن أنس ] احرص
على عمل يستمر بعد الوفاة.
أخي الكريم :ـ
- لا بد أن تعرف قيمة وشرف زمانك، وأنه هو
حياتك، فلا تفرِّط فيه.
- الناس متساوون في الوقت بساعاته ودقائقه
وثوانيه ، لكنهم مختلفون في استغلاله ، والاستفادة منه .
- لا وقت عند المسلم للفراغ، إلا إذا كان
للاستجمام ، والراحة ، ثم معاودة النشاط مرة أخرى فهذا أمر مطلوب .
- المحاسبة الدائمة للنفس على فوات
الأوقات ، وعدم استغلالها فيما .. يعود بالنفع في الدارين . واسأل نفسك ماذا قدمت
لنفسي ؟ وماذا قدمت لديني ، وأمتي ؟ .
- الإلحاح على الله بالدعاء بأن يجعلك ممن
يستفيد من وقته ،.. ويعمره بالخيرات ، والطاعات .
- استعذ بالله من العجز والكسل ، لأنهما
قرينان ؛ فإذا اجتمعا على العبد أهلكاه ، وإن كان شابا صحيحا .
- ما أجمل أن تقرأ سير القوم ،وتنظر بعين
البصيرة، كيف حافظوا على أوقاتهم ، وأصبحوا أحياء بيننا بإ ازاتهم ، وإبداعاتهم .
-ابتعد عن البطَالين ، وتجنب أهل اللهو
والغفلة ،وفرِّ من المخذِّلين المثبِّطين .
- اقتصد في زياراتك إلا لصلة رحم لابد
منها ، أو ما كان لدعوة خاصة لا فكاك عنها. والله يحفظك ويسددك ، ويجعلك مباركا
أينما كنت .
انتهت
بفضل الله
رابط doc
-----------
رابط pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق