الخميس، 12 مارس 2020

وقفة مع فيروس كورونا



الحمد لله رب العالمين. خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا فقال تعالي{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} [الملك].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... يرسل الآيات لعباده ترغيبا وترهيبا   فقال تعالي { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)}   [الإسراء] .
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله () أرسله الله رحمة للعالمين... بين أن كل ما يصيب المسلم من أجل تكفير للسيئات ورفع للدرجات وزيادة في الحسنات وسبب خير له قال (): {ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه} [رواه البخاري].
فاللهم صل علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ...
أما بعد.. فيا أيها المؤمنون..
لقد جعل الله سبحانه وتعالى الابتلاء في الدنيا بما فيها سنة ماضية في الأمم والأفراد والشعوب وجعل الآخرة للجزاء، قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)} [الكهف].
وقال تعالي { فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) [ فاطر] .
لقد قضت سنة الله في الابتلاء أنه يمتحن عباده بالشر والخير أي يختبرهم بما يصيبهم مما يثقل عليهم كالمرض والفقر والمصائب المختلفة كما يخبرهم بما ينعم عليهم من النعمة المختلفة التي تجعل حياتهم في رفاهية ورخاء وسعة العيش كالصحة والغنى ونحو ذلك .
ولقد ابتلي العالم كله في هذه الأيام بفيروس كورونا والذي وقف الجميع أمامه حائر ماذا يفعل ؟ لذلك كان موضوعنا [ وقفة مع فيروس كورونا] وذلك من خلال العناصر الرئيسية التالية ...
1ـ كورونا مخلوق من مخلوقات الله تعالي .
2ـ أسباب ظهور الأوبئة والأمراض .
3ـ فقه التعامل مع الأوبئة .
4ـ حال المسلم مع البلاء.
5ـ أدعية وأذكار للوقاية من الأمراض والأوبئة.
6ـ الخاتمة.
-------------------------
العنصر الأول : كورونا مخلوق من مخلوقات الله تعالي:ـ
كورونا مخلوق مسخر لله عز وجل ، فلا يوجد شيء في الكون، صغيرًا كان أو كبيرًا إلا بإذن الله: قال تعالى{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62)}[الزمر] ، وقال تعالي {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ(96)}[الصافات]
ولا يتحرك ساكن، ولا يسكن متحرك إلا بحكمة وتقدير يريده الله: قال تعالى{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ(49)}[القمر].
وقال تعالي {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا (56)} [هود].
وقال النبي () {كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}[رواه مسلم].
العنصر الثاني : أسباب ظهور الأوبئة والأمراض :ـ
إذا علمنا أن الوباء مخلوق من مخلوقات الله تعالي، لذا كان لزاما علينا أن نتساءل لماذا كتبه الله تعالي علينا ؟ّ!
جرت سنة الله في الخلق، باقتران ظهور الأمراض القاتلة والنقم المهلكة، بزيادة الذنوب والمعاصي والانحراف عن دينه: قال النبي () {... لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا... }[رواه ابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني].
وقال ابن عباس رضي الله عنهما "ما ظهر البغي أي الظلم والجور والعدوان في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان".
وقال تعالى{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ(30)} [الشورى].
وقال تعالي:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى(45)}[فاطر].
وقال تعالي:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)}[الروم].
وقال تعالي {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)} [السجدة].
وقد ظن البعض أنهم عندما وصلوا إلي درجة كبيرة من التقدم والمادية ، صاورا قادرين علي كل شيئ ونسوا قدرة الله تعالي القادر ،قال تعالي {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}[يونس].
ففيروس الكورونا "مكروب لا يُرى بالعين المجردة" جند مِن جنود الله مسخر؛ يسلطه الله على مَن يشاء لما شاء، يدخل حدود الدول بلا إذنٍ ولا تأشيرةٍ :
قال تعالي {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ(31)}[المدثر].
وسنة الله ماضية بأن يرسل جنوده المختلفة على مَن عصوه، وانحرفوا عن أمره كما فعل مع الأمم السابقة : قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(40)}[العنكبوت].
وقد يقول قائل إن الفيروس أصاب المؤمنين الصالحين أيضا فما تفسير ذلك ، فالله تعال جعل الابتلاء يصيب المسلم والكافر والبر والفاجر ، فالله تعالي يبتلي المسلم ليطهره ويرفع درجاته، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها  قالت: سألتُ رسول الله (ﷺ) عن الطاعون فأخبرني أنه: {عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابراً محتسباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد}[رواه البخاري].
ثم إن الله تعالي يرسل العقوبات العامة ثم يبعث الناس بعد ذلك بحسب حالهم، العقوبة
إذا نزلت فإنها تأخذ الصالح والطالح، والله تعالي قد أخبرنا في كتابه {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ
الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ (116)}[هود].
 فينجي الله تعالي الذين ينهون عن السوء، وأما الذين يشاركون فيه، أو الذين يسكتون عنه فإن العقوبة تأخذهم جميعاً، ثم يبعثون بعد ذلك بحسب حالهم وعلى نياتهم.
العنصر الثالث: فقه التعامل مع الأوبئة:ـ
لا ينبغي للمسلم أن يتعامل مع أقدار الله تعالي بالخوف والهلع والاضطراب ولكن علينا أن نحسن التعامل مع هذه البلاء إذا نزل فعلينا بالآتي ..
1ـ التوبة والاستغفار:ـ
لن يرفع الوباء والبلاء إلا بالتوبة والاستغفار: قال الله تعالى وقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(33)}[الأنفال].
وقال العباس رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلا بذنبٍ، ولا رفع إلا بتوبة"
فبادروا بالتوبة والاستغفار، والأخذ بأسباب رفع البلاء لعل الله يخفف عنا ما نلاقي من مصائب الدنيا.
2- تقوى الله عز وجل :ـ
تقوى الله عز وجل.. فهي السبيل لصلاح الأعمال يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الاحزاب].
وقال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} [الطلاق].
 حفظ أوامر الله ونواهيه :ـ
قال رسول الله (): "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك"،
وفي رواية: "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".
4- التضرع بالدعاء والذل والانكسار لله تعالي :ـ
ومن أسباب رفع المصائب التضرع إلى الله عز وجل والدعاء، فإن الله لا يرد من دعاه، ولا يخيب من رجاه، يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43)} [الأنعام].
وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)} [الأعراف].
5- التصدق والإحسان :ـ
ومن أسباب رفع المصائب والابتلاءات في الأموال والأبدان هو التصدق والإحسان إلى الآخرين والتفريج عنهم، قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(56)} [الأعراف].
وقال تعالي: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(91)} [التوبة].
وقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء".
6ـ استخراج العبودية لله تعالي:ـ
 استخراج العبودية لله تعالي والتي مِن أعظمها: الصبر والرضا، والاحتساب: قال الله سبحانه وتعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ(51)}[التوبة]
وقال النبي:():{إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ}[رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني].
7ـ الأخذ بالأسباب الوقائية من الوباء:ـ
الإسلام لا ينفي انتقال المرض وسريانه إلى الغير، ولكن ينفي اعتقاد الجاهلية بأن العدوى تعدي بطبعها استقلالًا، وليس بمشيئة الله وإذنه: قال النبي ():{ لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، والكلمة الحسنة }[متفق عليه] .
وقال () :(فَمن أعدى الأوَّلَ؟) لما سأله الأعرابي: "يا رَسولَ اللَّهِ، فَما بالُ إبِلِي، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟" (متفق عليه).
ولما كان هذا النوع من الأوبئة من قضاء الله وقدره، فإننا كمؤمنين مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء أسبابه، وذلك بعد التوكل على الله والتسليم بقضائه وقدره.
أ. الحجر الصحي :ـ
وضع الإسلام أساس الحجر الصحي في مكافحة الأوبئة القاتلة السارية بما يتوافق مع حقائق الطب، أي عزل المصاب بمرض معدٍ عن الصحيح حتي لا تنتقل العدوي إلي الصحيح ، فإذا ثبتت سلامته رفع عنه الحجر.
 قال رسول الله () {إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ يعني: الطاعون بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه}[متفق عليه].
وقال () :{لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ}[متفق عليه].
وقال () :{وفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسَدِ}[رواه البخاري].
وعن جابر بن عبد الله: أنه كان في وفد ثقيف رجلٌ مجذوم، جاء ليبايع.. فأرسل إليه النبي (): {ارجع فقد بايعناك}. [رواه مسلم]
ولقد وقعت في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حادثة طاعون عمواس، وهو وباء وقع في الشام سنة 18 هجرية بعد فتح بيت المقدس ، سمي بذلك "طاعون عمواس" نسبة إلى بلدة صغيرة في فلسطين بين الرملة و بيت المقدس،
وذلك لأن الطاعون نشأ بها أولا ثم انتشر في بلاد الشام فنسب إليها.
ويذكر أن تعامل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع هذا البلاء في منتهى الحذر حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، كما حاول إخراج المعافين من أرض الوباء، كما قام بتحمل المسؤولية كاملة بعد انجلاء هذا الوباء فرحل إلى الشام وأشرف على حل المشكلات وتصريف تبعات هذه الأزمة".
وقد مات في هذا الطاعون خمسة وعشرون ألفاً من الصحابة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم ورحمهم. وقيل: بل مات ثلاثون ألفاً.
وقال الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى: مات منه سبعون ألفاً في ثلاثة أيام هـ.
وممن مات من كرام الصحابة فيه، أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، والحارث بن هشام، والفضل بن العباس ابن عم النبي () وأبو مالك الأشعري، وسهيل بن عمرو، وابنه أبو جندل، وعتبة بن سهيل، وعامر بن غيلان الثقفي.. رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وقد فعل.
ب . الأخذً بالأسباب المادية المشروعة: كالدواء، والنظافة الجيدة، وتجنب الأماكن المزدحمة ،مع صدق التوكل على الله تعالي :ـ
قال النبي () :{يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً}
[رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].
وعن أسامة بن شريك قال: {أتيت النبي() وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فسلمت، ثم قعدت، فجاء الأعراب من ههنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله أنتداوى ؟ فقال: تداووا فإن الله تعالى لم يضع داءً إلاّ وضع له دواء غير داء واحد الهرم }[ رواه أبو داود ،والترمذي ،ورواه النسائي، وابن ماجه، والحاكم وصححه].
وقال رسول الله ():{غطوا الإناء وأوكئوا السقاء, فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء, لا يمر بإناء ليس عليه غطاء, أو سقاء ليس عليه وكاء, إلا نزل فيه من ذلك الوباء}[رواه مسلم]
وقد جعل الله تعالي النظافة شرطاً لإقامة عمود الدين الصلاة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرضى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6)} [المائدة].
وقال رسولُ الله ():{أرأيتُم لو أنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم يَغتسل منه كلَّ يومٍ خمسَ مرات، هل يَبقى مِن دَرَنِه شيءٌ ؟ قالوا: لا يَبقى مِن درنِه شيءٌ ، قال: فذلك مثلُ الصلواتِ الخمسِ، يَمحو الله بهنَّ الخطايا !}[رواه البخاري ومسلم]
ولقد جعل النبي () النظافة نصف الإيمان، حيث قال ():{الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو: تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها} [رواه مسلم والترمذي، وابن ماجة].
كما أن الإسلام وضع حد أقصى لمدة الغسل، وذلك إذا لم يوجد ما يوجب الغسل، فالسُنة ألا يمرّ أكثر من سبعة أيام على آخر غسل، فقد قال رسول الله ():{حقٌّ للهِ على كلِّ مسلمٍ، أن يغتسلَ في كلِّ سبعةِ أيَّامٍ، يغسِلُ رأسَه وجسدَه}[رواه البخاري، ومسلم].
وشرع الإسلام غسل اليدين قبل الأكل وبعده، كما شرع غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم قبل غمسها في الماء: قال رسول الله (): {إذا استيقظ أحدُكم من نومِهِ، فلا يَغْمِسْ يدَه في الإناءِ حتى يغسلَها ثلاثًا، فإنه لا يَدْرِي أين باتت يدُه}[رواه البخاري ومسلم].
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن ما يصل إلى 80 في المائة من جميع الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان تنتقل عن طريق الأيدي.
العنصر الرابع : حال المسلم مع البلاء:ـ
علي الإنسان أن لا يُعرض نفسه للبلاء، فإذا وقع في البلاء فعليه أن يصبر، وأن يحتسب ، وعليه أن يتعامل مع المرض كالآتي ....
1ـ استحضار أن المرض فيه تكفير السيئات ورفع الدرجات: قال النبي (){إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ} [رواه الترمذي، وصححه الألباني].
وقال () :{إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ} [رواه أحمد وأبو  داود، وصححه الألباني].
2 - استحضار أن المرض يزهد في الدنيا، ويطمِّع في الجنة التي لا وباء فيها ولا بلاء: قال النبي () {ينادي مُنادٍ: إنَّ لكم أن تَصِحُّوا فلا تسقَموا أبدًا}[رواه مسلم].
3- يستحضر أنه إذا مات بسبب الوباء القاتل، فهو مِن حسن الخاتمة:
 عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله () قال :{الشهداء خمسة : المطعون ، و المبطون ، و الغَرِق ، و صاحب الهَدْم ، و الشهيد في سبيل الله}[ متفق عليه].
وعن جابر بن عتيك أنه قال: قال رسول الله (): {الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد}. [رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما]
قال (ﷺ): {الطاعون شهادة لكل مسلم}[رواه البخاري] .
فالمقصود أن الإنسان يحتسب ذلك فيحصل له مثل هذا الأجر والثواب، والمقصود بالشهادة هنا هي أنه يحصل له أجر الشهيد بأحكام الآخرة.
العنصر الخامس : أدعية وأذكار للوقاية من الأمراض والأوبئة :ـ
حفلت السنَّة النبوية المطهرة بأحاديث صحيحة كثيرة تحث المسلم على الإتيان بما فيها من أدعية وأذكار تقال من أجل وقاية قائلها من الضرر ، والشرور، وهي شاملة بمعانيها العامَّة للوقاية من الإصابة بالأمراض والأوبئة المختلفة ، ومنها :
1ـ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ () يَقُولُ :{مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ }[رواه أبو داود ، ورواه الترمذي– وصححه - بلفظ :(مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ
2ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ () فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ، قَالَ :{ أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرَّكَ } .[رواه مسلم].
3ـ عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال : خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ () لِيُصَلِّيَ لَنَا ، فَأَدْرَكْنَاهُ فَقَالَ : (أَصَلَّيْتُمْ ؟) فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، فَقَالَ : (قُلْ) ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ :( قُلْ) ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : (قُلْ) ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : ( قُلْ : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ }.[رواه الترمذي ، وأبو داود].
4 ـ  قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ () يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ :{اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي}[رواه أبو داود ،وابن ماجه ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود "]
( اللهم إني أسالك العافية ) أي : السلامة من الآفات الدينية ، والشدائد الدنيوية ، وقيل : السلامة من الأسقام والبلايا .
5ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال : كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ () :
{اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ } [رواه مسلم] .
6 ـ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ () كَانَ يَقُولُ : {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ }[رواه أحمد ، وأبوداود ،والنسائي ، وصححه الألباني] .
7 ـ عَنْ أَبي هُريَرةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ (ﷺ) قَالَ: {تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَماتَةِ الأَعْدَاءِ}[متفقٌ عَلَيْهِ].
الخاتمة ...
اعلم أخي المسلم أن كل شيء بقدر الله تعالي أن الآجال والأرزاق مكتوبة ومحددة فالإنسان يموت عندما ينتهي أجله ، فالذي يميت هو قدر الله تعالي قال رسول الله () :{ إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ}[صحيح الجامع]
ويقول الله تبارك وتعالى: {قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ(154)} [آل عمران].
ويقول تعالي:{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (78)} [النساء].
وعلينا أن نحتسب أجر الصبر علي الابتلاء كما قال الله تعالي { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[البقرة].
فإلى من شاء الله ابتلاءهم بالشدائد والكروب ، وهم مع ذلك ذاكرون شاكرون، وصابرون محتسبون..
تأملوا قول النبي ():{عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، وإن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له} [رواه مسلم].
وقال تعالي{وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)} [البقرة]
فاللهم احفظنا واحفظ بلاد المسلمين مِن البلاء والوباء، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
اللهم اني استودعتك بلادي وأهلها، كبارها وصغارها، رجالها ونسائها ،شبابها وبناتها، أرضها وسماءها، ومياهها فأحفظها ربي من اﻷمراض ، واﻷوبئة، وارفع البلاء.
اللهم ادفع عنا فايروس كورونا بحولك وقوتك فإنه لاحول لنا ولاقوة إلا بك..
فاللهم أنت خير حافظاًً وأنت أرحم الراحمين.
-----------------------------------
رابط pdf

رابط doc

ليست هناك تعليقات:

المشاركة المميزة

شؤم المعصية

الحمد لله رب العالمين ..أنار الطريق لعباده الصالحين فجعل العبيد ملوكا بطاعته، والملوك عبيدا بمعصيته ، فالعز كل العز في طاعته والذل كل الذل ف...